في موضع الحال فتم الكلام على «مكرهم» ثم ابتدأ ب «إنّا» على الاستئناف والتقدير: فانظر يا محمد على أيّ حال وقع عاقبة أمرهم، ثم استأنف مفسّرا للعاقبة بالتدمير فكسر «إنّ».
قال ابن الجزري:
يذّكّروا لم حز شذا.....................
المعنى: اختلف القرّاء في «تذكرون» من قوله تعالى: أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (سورة النمل آية ٦٢).
فقرأ المرموز له باللام من «لم» والحاء من «حز» والشين من «شذا» وهم:
«هشام، وأبو عمرو، وروح» «يذّكّرون» بياء الغيبة، وتشديد الذال، لأن أصله «يتذكرون» فأدغمت التاء في الذال، ووجه الغيبة لمناسبة قوله تعالى قبل: بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (آية ٦٠) وقوله تعالى: بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (آية ٦١).
فجرى الكلام على نسق واحد وهو الغيبة.
وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تذكرون» بتاء الخطاب، وتخفيف الذال، لأن أصله «تتذكرون» فحذفت إحدى التاءين تخفيفا، ووجه الخطاب لمناسبة قوله تعالى قبل: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (آية ٦٢). فجرى الكلام على نسق واحد وهو الخطاب.
وقرأ الباقون «تذّكّرون» بتاء الخطاب، وتشديد الذال، وذلك على إدغام التاء في الذال، لأن أصله «تتذكرون» ووجه الخطاب سبق بيانه في قراءة «حفص» ومن معه «١».
قال ابن الجزري:
......... ادّارك في... أدرك أين كنز......