وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ (سورة الروم آية ٥٣).
فقرأ المرموز له بالفاء من «فلتا» وهو: «حمزة» «تهدي» في الموضعين بتاء فوقية مفتوحة، وإسكان الهاء من غير ألف، على أنه مضارع مسند إلى ضمير المخاطب وهو نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم، و «العمي» بالنصب مفعول به، ووقف على «تهدي» بالياء في موضع «النمل» قولا واحدا تبعا للرسم، ووقف على «تهدي» موضع «الروم» بالياء قولا واحدا أيضا «١».
وقرأ الباقون «بهادي» في الموضعين بباء موحدة مكسورة، وفتح الهاء وألف بعدها، على أن «الباء» حرف جرّ، و «هاد» اسم فاعل خبر «ما» و «العمي» بالجرّ مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، ووقف الجميع على موضع «النمل» بالياء قولا واحدا تبعا للرسم، أمّا موضع «الروم» فقد وقف عليه «يعقوب، والكسائي» بالياء قولا واحدا، ووقف عليه الباقون بحذف الياء تبعا للرسم.
قال ابن الجزري:
.................. آتوه فاقصر وافتح الضّمّ فتا
عد..............................
المعنى: اختلف القرّاء في «أتوه» من قوله تعالى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (سورة النمل آية ٨٧).
فقرأ مدلول «فتى» والمرموز له بالعين من «عد» وهم: «حمزة، وخلف العاشر، وحفص» «أتوه» بعدم مدّ الهمزة، وفتح التاء، على أنه فعل ماض بمعنى المجيء، وهو مسند إلى واو الجماعة والهاء مفعول به، وأصله «أتيوه» على وزن «فعلوه» فلما انضمت الياء، وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، فالتقى ساكنان:
الألف وواو الجماعة، فحذفت الألف لوجود الفتحة التي قبلها تدلّ عليها.
وقرأ الباقون «ءاتوه» بمدّ الهمزة، وضم التاء، على أن «آت» اسم فاعل
وافق واد النّمل هاد الرّوم رم... تهد بها فوز......