فقرأ مدلول «فتى» والمرموز له بالراء من «رقا» وهم: «حمزة، وخلف العاشر، والكسائي» «ليغرق» بفتح الياء المثناة من تحت، وفتح الراء، على الغيب، مضارع «غرق» الثلاثي، و «أهلها» بالرفع فاعل «يغرق» وفي الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة.
وقرأ الباقون «لتغرق» بضم التاء المثناة من فوق، وكسر الراء، على الخطاب، مضارع «أغرق» الثلاثي المزيد بهمزة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «أنت» يعود على «الخضر» عليه السلام المفهوم من قوله تعالى: فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (سورة الكهف آية ٦٥).
و «أهلها» بالنصب مفعول به، والخطاب جاء موافقا للسياق إذ قبله قوله تعالى: قالَ أَخَرَقْتَها وبعده قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (سورة الكهف آية ٧١).
قال ابن الجزري:
...... وامدد وخف... زاكية حبر مدا غث...
المعنى: اختلف القرّاء في «زكيّة» من قوله تعالى: قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ (سورة الكهف آية ٧٤).
فقرأ مدلول «حبر» ومدلول «مدا» والمرموز له بالغيب من «غث» وهم:
«ابن كثير، وأبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر، ورويس» «زاكية» بإثبات ألف بعد الزاي، وتخفيف الياء، اسم فاعل من «زكي» بمعنى: طاهرة من الذنوب، وصالحة، لأنها صغيرة لم تبلغ بعد حدّ التكليف.
وقرأ الباقون «زكيّة» بحذف الألف، وتشديد الياء، على وزن «عطيّة» صفة مشبّهة من «الزكاء» بمعنى الطهارة أيضا.