وفتح الزاي، مضارع «نزف الرجل» بمعنى سكر وذهب عقله.
وردّه إلى ما لم يسمّ فاعله لغة مشهورة في أفعال قليلة أتت على ما لم يسمّ فاعله، ولم تأت على صيغة ما سمي فاعله: مثل: «زهي فلان علينا» ولا يقال:
«زها فلان علينا» و «نخي» من النخوة، و «عنيت بالشيء» ولا يقال: «عنيت» و «نتجت الناقة» ولا يقال: «نتجت الناقة» و «أولعت بالأمر» و «أرعدت السماء» و «سقط في يدي» و «أهرع الرجل» الخ «١».
وقرأ أي «عاصم» موضع الواقعة «ينزفون» بضم الياء، وكسر الزاي، مضارع «أنزف ينزف»: إذا سكر.
وقرأ الباقون «ينزفون» في الموضعين بضم الياء، وفتح الزاي، مضارع «نزف الرجل» بمعنى: سكر وذهب عقله.
قال ابن الجزري:
.................. ماذا ترى بالضّمّ والكسر شفا
المعنى: اختلف القرّاء في «ماذا ترى» من قوله تعالى: فَانْظُرْ ماذا تَرى (سورة الصافات آية ١٠٢).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تري» بضم التاء، وكسر الراء، وياء بعدها، وهو مشتق من «الرأي» الذي هو الاعتقاد بالقلب، وهو مضارع «أريته الشيء» إذا جعلته يعتقده، وحينئذ يكون المعنى: فانظر ماذا تحملني عليه من الرأي فيما قلت لك هل تصبر، أو تجزع.
وهو يتعدى إلى مفعولين يجوز الاقتصار على أحدهما مثل «أعطى» فالمفعول الهاء المحذوفة إذا جعلت «ما» مبتدأ، و «ذا» بمعنى الذي خبر «ما» أي ما الذي تريه. ويجوز أن يكون «ماذا» مفعولا أولا ب «ترى» والمفعول الثاني محذوف، أي ماذا ترينه.