ومن قرأ بالإفراد رفعه بالابتداء، و «من شكله» خبر مقدم، و «أزواج» مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدإ الثاني وخبره خبر المبتدإ الأول.
قال ابن الجزري:
.................. قطع اتّخذنا عمّ نل دم..
المعنى: اختلف القرّاء في «أتخذناهم» من قوله تعالى: أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (سورة ص آية ٦٣).
فقرأ مدلول «عمّ» والمرموز له بالنون من «نل» والدال من «دم» وهم:
«نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وعاصم، وابن كثير» «أتخذناهم» بهمزة قطع وصلا، وابتداء، على الاستفهام الذي معناه: التقرير، والتوبيخ، وليس على جهة الاستخبار عن أمر لم يعلم، بل علموا أنهم فعلوا ذلك في الدنيا، فمعناه أنه يوبّخ بعضهم بعضا على ما فعلوه في الدنيا، من استهزائهم بالمؤمنين، و «أم» هي المعادلة لهمزة الاستفهام.
وقرأ الباقون «اتخذتهم» بهمزة وصل تحذف وصلا، وتثبت بدءا مكسورة على الخبر، لأنهم قد علموا أنهم اتخذوا المؤمنين في الدنيا سخريّا، فأخبروا عما فعلوه في الدنيا ولم يستخبروا عن أمر لم يعلموه، ودلّ على ذلك قوله تعالى:
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي (سورة المؤمنون آية ١١٠). وعلى هذه القراءة يكون «اتخذتهم سخريا» صفة ل «رجال» من قوله تعالى: وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا (آية ٦٢). وتكون «أم» معادلة لمضمر محذوف، تقديره:
أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار.
قال ابن الجزري:
.................. أنّما
فاكسر ثنا...............
المعنى: اختلف القرّاء في «أنّما» من قوله تعالى: إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (سورة ص آية ٧٠).