المعنى: اختلف القرّاء في «ءاتوني» من قوله تعالى: أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً* آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ (سورة الكهف الآيتان ٩٥ - ٩٦). ومن قوله تعالى:
قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (سورة الكهف آية ٩٦).
أمّا الموضع الأوّل فقد قرأه المرموز له بالصاد من «صدق» وهو «شعبة» بخلف عنه بكسر تنوين «ردما» وهمزة ساكنة بعده وصلا، على أن «ائتوني» فعل أمر من الثلاثي، بمعنى المجيء، فإن وقف على «ردما» وابتدأ ب «ائتوني» فإنه يبتدئ بهمزة وصل مكسورة، وإبدال الهمزة الساكنة بعدها «ياء».
وقرأ الباقون بإسكان تنوين «ردما» وهمزة قطع مفتوحة وبعدها ألف ثابتة وصلا ووقفا، على أن «ءاتوني» فعل أمر من الرباعي بمعنى أعطوني، وهو الوجه الثاني ل «شعبة».
وأمّا الموضع الثاني: فقد قرأ المرموز له بالصاد من «صدق» والفاء من «فز» وهما: «حمزة، وشعبة» بخلف عنه بهمزة ساكنة بعد لام «قال» وصلا، على أن «ائتوني» فعل أمر من الثلاثي، فإن وقفا على «قال» وابتدأ ب «ائتوني» فإنهما يبتدئان بهمزة وصل مكسورة، وإبدال الهمزة الساكنة التي بعدها «ياء».
وقرأ الباقون بهمزة قطع مفتوحة، وبعدها ألف وصلا ووقفا، على أن «ءاتوني» فعل أمر من الرباعي، وهو الوجه الثاني ل «شعبة».
قال ابن الجزري:
... فما اسطاعوا اشددا... طاء فشا......
المعنى: اختلف القرّاء في «فما اسطاعوا» من قوله تعالى: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ (سورة الكهف آية ٩٧).
فقرأ المرموز له بالفاء من «فشا» وهو: «حمزة» «اسطّاعوا» بتشديد الطاء، لأن أصلها «استطاعوا» فأدغمت «التاء» في «الطاء» وذلك لوجود التجانس بينهما، إذ يخرجان من مخرج واحد وهو: طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا، كما أنهما مشتركان في صفتي: «الشدّة، والإصمات».


الصفحة التالية
Icon