قال ابن الجزري:
......................... واحذفن
قبل الغنيّ هو عمّ.....................
المعنى: اختلف القرّاء في «هُوَ الْغَنِيُّ» من قوله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (سورة الحديد آية ٢٤).
فقرأ مدلول «عمّ» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «فإن الله الغني الحميد» بحذف لفظ «هو» على جعل خبر «إنّ» «الغنيّ» و «الحميد» صفة. وهذه القراءة موافقة لرسم المصحف المدني، والشامي.
وقرأ الباقون: «فإن الله هو الغني الحميد» بإثبات لفظ «هو» على أنه ضمير فصل بين الاسم، والخبر، وهذا الضمير يسميه البصريون: فصلا، لأنه يفصل الخبر عن الصفة، ويسميه الكوفيون: عمادا، لأنه يعتمد عليه الخبر. وهذه القراءة موافقة لرسم مصاحف «أهل مكة، والبصرة، والكوفة».
قال «أبو عمرو الداني»: وفي مصاحف أهل المدينة، والشام «فإن الله الغنيّ الحميد» بغير «هو» وفي سائر المصاحف «هو الغنيّ» بزيادة «هو» اهـ «١».
تمّت سورة الحديد ولله الحمد والشكر

(١) أنظر المقنع في مرسوم المصاحف ص ١٠٨.


الصفحة التالية
Icon