قال ابن الجزري:
............... والمجالس امددا
نل..................
المعنى: اختلف القرّاء في «المجلس» من قوله تعالى: إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا (سورة المجادلة آية ١١).
فقرأ المرموز له بالنون من «نل» وهو: «عاصم» «المجلس» بفتح الجيم، وألف بعدها، على الجمع، وذلك لكثرة المجالس التي يجتمع فيها المسلمون.
وقرأ الباقون «المجلس» بإسكان الجيم، وحذف الألف، على الإفراد، إذ المراد به مجلس النبيّ ﷺ فوحّد، على المعنى. وقال «القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر» ت ٦٧١ هـ: «الصحيح في الآية أنها عامة في كل مجلس اجتمع فيه المسلمون للخير، والأجر، سواء كان مجلس حرب، أو ذكر، أو يوم جمعة، وأن كل واحد أحق بمكانه الذي سبق إليه، ولكن يوسع لأخيه ما لم يتأذّ بذلك فيخرجه الضيق عن موضعه» اهـ «١».
ويؤيّد هذا
حديث «ابن عمر» رضي الله عنهما، الذي أخرجه الشيخان:
أن النبي ﷺ قال: «لا يقم الرجل الرّجل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا» اهـ «٢».
قال ابن الجزري:
... وانشزوا معا فضمّ الكسر عم... عن صف خلف......
المعنى: اختلف القرّاء في و «انْشُزُوا، فَانْشُزُوا» من قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا (سورة المجادلة آية ١١).
فقرأ مدلول «عم» والمرموز له بالعين من «عن» والصاد من «صف خلف» وهم: «نافع، وابن عامر، وحفص، وشعبة» بخلف عنه «انشزوا، فانشزوا»

(١) انظر: تفسير القرطبي ج ١٧/ ٢٩٧.
(٢) انظر: تفسير القرطبي: ج ١٧/ ٢٩٧ - ٢٩٨.


الصفحة التالية
Icon