وبهذه القراءة قرأ باقي القرّاء.
قال ابن الجزري:
............... وفي... قول انصب الرّفع نهى ظلّ كفي
المعنى: اختلف القرّاء في «قول الحق» من قوله تعالى: ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ (سورة مريم آية ٣٤).
فقرأ المرموز له بالنون من «نهى» والظاء من «ظلّ» والكاف من «كفي» وهم: «عاصم، ويعقوب، وابن عامر» «قول» بنصب اللام، على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله، وعامله محذوف تقديره: أقول قول الحق، هذا إن أريد بالحقّ معنى الصدق، وإن أريد به اسم من أسماء الله تعالى فنصبه على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره: أمدح قول الحق، أي قول الله وكلمته الذي هو عيسى عليه السلام.
وقرأ الباقون «قول» برفع اللام، على أنه خبر بعد خبر، والحقّ يحتمل أن يكون معناه الصدق، أو اسم من أسمائه تعالى.
قال ابن الجزري:
واكسر وأنّ الله شم كنزا.....................
المعنى: اختلف القرّاء في «وإنّ الله ربي» من قوله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ (سورة مريم آية ٣٦).
فقرأ المرموز له بالشين من «شم» ومدلول «كنزا» وهم: «روح، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «وإنّ بكسر الهمزة، على الاستئناف، ويدل على الاستئناف أن الذي قبل «وإنّ» رأس آية وقد تم الكلام على ذلك، ثم وقع الاستئناف بعد تمام الكلام على رأس الآية. ويجوز أن يكون كسر الهمزة عطفا على قوله تعالى قبل: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ والمعنى: قال إني عبد الله الخ. وإن الله ربي وربكم فاعبدوه.