أخرج الخلق من صلب آدم كالذر، (وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى).
وقال بعض النحويين: (ذُرِّيَّةً) أصلها ذروَرة على وزن فُعولة ولكن
التضعيف لمَّا كثر أبدل من الراءِ الأخيرة فصارت ذُرويَة ثم أدْغِمَت الواو في
الياءِ فصارت ذُرِّيَّةً.
والقول الأول أقيس وأجود عند النحويين.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥)
قال أبو عبيدة: معناه قالت امرأة عمران و " إذ " لغو وكذلك: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ) قال معناه: وقالت: ولم يصنع أبو عبيدة في هذا شيئاً.
قال جميع النحويين: إن (إِذ) يدل على ما مضى من الوقت فكيف يكون الدليل على ما مضى من الوقت لغواً، وهي اسم مع ما بعدها.
وقال غير أبي عبيدة منهم أبو الحسن الأخفش، وأبو العباس محمد بن
يزيد: المعنى اذكروا إِذ قالت امراة عمران.
والمعنى عندي - واللَّه أعلم - غير ما ذهبت إِليه هذه الجماعة وإِنما
العامل في (إِذ قالت) معنى الاصطفاءِ - المعنى - واللَّه أعلم - واصطفى آل
عمران (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا).
واصطفاهم (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ). فذكر اصطلفاك يدل على ماوصفنا ومعنى نذرت: يدل على ما وصفنا.