(وَصَلَوَاتِ الرسُولِ).
وكذلك: (وَصلِّ عَلَيْهمْ). معناه دعاء الرسول.
قَالَ الأعشى:
تقول بِنْتِي وقد قربت مُرْتَحَلا... يا ربِّ جَنِب أبي الأوْصَابَ والوَجَعَا
عَليكِ مثلُ الذي صليت فاغتمضي... عيناً فإِن لجنبِ الأرضِ مُضطجعا
إِن شئت قلت عليك مثلُ الذي، ومثلَ الذي، فمن قال:
" عليك مثلَ الذي صلَّيتِ " ققد أمرها بالدعاءِ، كأنَّه قال ادعي مِثْلَ الذي
دعوت، ومن قال مثلُ فالمعنى عليك مثل هذا الدعاءِ.
أي ثبت عليك مثل هذا.
* * *
وقوله: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠)
ويجوز والأنصارُ، فمن قال: " والأنصْارِ " نَسَقَ عَلَى المُهَاجِرين.
المعنى: والسابقون الأولون من المهاجرين ومن الأنصار، ومن قال:
والأنصارُ نسق به على " والسَّابِقون " كأنه قال: " والسابقون والأنصارُ ".
وقوله: (والَّذِينَ اتَبَعُوهُمْ بِإحْسَانٍ).
أي من اتبعهم إلى يَوْم القيامة.
(رضِيَ اللَّهُ عَنهُمْ وَرَضُوا عَنَهُ).
تأويله: - واللَّه أعلم - أن اللَّه رَضِيَ أفعَالَهم، وأنهم رضوا ما جازاهم
اللَّه به.
* * *
وقوله: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (١٠١)