وقالوا في تفسير (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ): أَم أَدْرَكَ عِلْمُهُم، والقراءة
الجَيِّدَةُ (ادَّارَكَ) على معنى تدارك بإدغام التاء في الدال، فتصير دالاً
سَاكِنَة فلا يُبتدأ بِها، فيَأتي بألف الوصل لتصل إلى التكلُّمُ بها.
وإذَا وقفت على (بل) وابتدأت قلت (ادَّارَكَ)، فإذا وَصَلْتَ كسرت اللام في بل، لسكونها وسكون الدال.
* * *
وقوله: (حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ).
الحدائق واحدتها حديقة، والحديقة البُسْتَانُ، وكذلك الحائط
وقيل القطعةُ من النخل، وقوله (ذَاتَ بَهْجَةٍ) معناه ذات حُسْنٍ
ويجوز في غير القراءة ذوات بهجة، لأنها جماعة، كما تقول:
نِسْوَتُك ذوات حُسْنٍ، وإنما جاز ذات بهجة لأن المؤنث يخبر عنه فِي
الجَمْع بلفظ الواحِدَةِ، إذا أردتَ جمَاعَةً، كأنك قلت جماعة ذاتَ
بَهْجَةٍ.
* * *
وقوله: (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠).
معناه يكفُرُون، أي يَعْدِلُونَ عَنِ القَصْدِ وطريق الحق.
* * *
وقوله: (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (٧٠)
يُقْرأ في ضَيْقٍ وَضِيق.
* * *
وقوله: (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (٧٢)
قيل في التفْسِير عجل لَكُمْ ومعناه في اللغةِ (رَدِفَكُمْ) مِثْلُ رَكِبَكُمْ
وجاء بَعْدَكمْ.
* * *
وقوله: (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١)