- أليم: بمعنى مؤلم نحو سميع وخصيب بمعنى مسمع ومخصب، وقوله: -ayah text-primary">﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾، أي بسبب كذبهم أو بدل كذبهم، كقولهم: هذا بذاك، وحجة من قرأ بالتخفيف أن ما قيله كذب، وهو قوله: -ayah text-primary">﴿وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ وهو به أشبه، لأنه في صفة المنافقين، وقد قال الله تعالى فيهم -ayah text-primary">﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾، ومن قرأ " يكذبون "، فقوله: -ayah text-primary">﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ﴾، ولأن التكذيب أبلغ، إذ كل مكذب بشيء كاذب وليس كل كاذب مكذباً،
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ الآية (١١) - سورة البقرة.
الفساد: خروج الشيء عن الاعتدال، والصلاح على الضد منه، والافساد: إخراجه عن الاعتدال، والفساد عام في الكفر والضلال وكل ما هو ضار، والصلاح عام في الإيمان والرشد وكل نافع، فقوله: ﴿لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ عام في كل ذلك، وقول ربيعة وقتادة أن معناه " لاتسالموا الكفار "، ومثله: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾، ومن قال: عنى بذلك كنز الدراهم، فإنه تمثيل بأدنى ما يكون فساداً - تنبيهاً أن ذلك عام، فإنه إذا كان ذلك فساداً، فما فوقه من قتل النفس الزكية بغير حق ونحوه أولى بذلك، والخطاب في الآية للمنافقين، وما روي عن سلمان أ، أهل هذه الآية لم يأتوا بعد، فيجوز أن يكون معنى قوله: " أنه سيكون من بعد حاله من له في ذلك شبيهه بحال المنافقين، فإن الآية متصلة بما قبلها، والضمير فيها ليس إلا لمن تقدم ذكره، وقولهم ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ فيه تنبيه أنهم يتصورون إفسادهم بصورة الإصلاح لما في قلوبهم من المرض، كما قال: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾، وقوله: ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، وقوله: ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ قال الحسن: من ذلك الإفساد: بناؤهم مسجد قباء ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وقوله - عز وجل - ﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ﴾ " ألا ": تقرير للإثبات لأن " لا " للنفي، والألف


الصفحة التالية
Icon