العدد نحو العناء " والعنّاء، و " قَدَرُ " و " قَدَّر "، أو الحركة نحو: " قَدِمَ "، و " قَدُم "، أو لم يختلفا في المعنى نحو: " الإنسان " إذا استُعمل في " زيد " و " عمرو " فليس شيءٌ من ذلك الأسماء المشتركة، فإن الذي اختلف في العدد ربما كان من المشترك نحو: " ضاربٌ " و " ضرَبُ "، وربما كان من المتباينة نحو " القنا "، و " القْنَاَبلِ "، وربما كانت الكلمة صورتها صورة المترك في اللفظ، وتكون من المشتقة لختلاف تقديرهما، نحو " المحتار ": إذا كان فاعلاً، فإن تقديره: " مُفْتَعِلٌ "، وإذا كان مفعولاً فإن تقديره " مفتعل "، وكذا فلانٌ منحَلُّّ، وأمر منُحَلُّ فيه، و " الفُلْلك " إذا كان واحداً " كَقُفْل "، وإذا كان جمعاً فإنه كَوَثنِ، وناقةٍ " هجان " وامرأة " صنِاك " فإنها كحمار، ونوق " هجان " كقوم كرام، وعلى ذلك: هم " يغزون " نحو: " يخرجون "، وهن " يَغْزُوَنْ " نحو " يَخْرُجْن " وأنت " تعْصين " نحو " تشتمين "، وأنتن " تَعْصَيِنَ " نحو، " تَشتْمُن "، ونحو " دَبْر " مصدر دَبَرَ وجمع " الدَّابِرْ " نحو " ركْب "، وكثيراً ما يلتقي فرعان بوضعنا للفظين متفقين في الصيغة، وهما مختلفان في المعنى، نحو " المصباح " لما يُشْرَبُ منه الصبوح، ولما يُشتق من " صَبَحَت " أي أسْرَجَتَ، واشتكى لإظهار الشكوى، ولاتخاذ شِكْوة اللبن.
(فصل: الاشتراك في اللفظ يقع لأحد وجوه)
إما أن يكون في لغتين نحو " الصقر " للبن إذا بلغ الحموضة في لغة أكثر العرب و " الصقر " للدبس في لغة أكثر أهل المدينة، وإما أن يكون أحدهما منقولاً عن الآخر أو مستعاراً، والفرق بينهما: أن المنقول هو الذي ينقله أهل صناعة ما عن المعنى المصطلح عليه أولاً إلى معنى آخر قد تفردوا بمعرفته، فيبقى من بعد مشتركاً بين المعنيين وعلى ذلك الألفاظ الشرعية نحو الصلاة


الصفحة التالية
Icon