ولا المفتوح. وعلة ذلك: خفة الفتحة وخفاؤها، فإذا خرج بعضها حالة الروم خرج سائرها، وذلك لأنها لا تقبل التبعيض بخلاف الضمة والكسرة فإنهما تقبلانه لثقلهما. ولا بدّ من حذف التنوين من المنون حالة الوقف بالروم كما مر. وقد أشار إلى ما سبق الإمام ابن برى بقوله:
فالروم إضعافك صوت الحركة | من غير أن يذهب رأسا صوتكه |
يكون فى المرفوع والمجرور | معا وفى المضموم والمكسور |
ولا يرى فى النصب للقراء | والفتح للخفة والخفاء (١) |
والإشمام إطباق الشفاه بعيد ما | يسكّن لا صوت هناك فيصحلا (٢) |
هذا: والإشمام يكون فى المرفوع من المعرب وفى المضموم من المبنى دون غيرهما من الحركات لأنه المناسب لحركة الضمة لانضمام الشفتين عن النطق بها، ولا يجوز أن يكون الإشمام فى المجرور والمنصوب والمكسور والمفتوح لخروج الفتحة بانفتاح الفم والكسرة بانخفاضه، ولأن الإشمام فى المفتوح والمكسور يوهم حركة الضم فيهما فى الوصل بينما هما ليسا كذلك وهذا هو وجه المنع.
وقد أشار إلى صفة الإشمام وما يجرى فيه الإمام ابن برى بقوله:
وصفة الإشمام إطباق الشفاه | بعد السكون والضرير لا يراه |
من غير صوت عنده مسموع | يكون فى المضموم والمرفوع (٣) |
الشيء الأول: ويشمل ثلاثة أنواع:
_________
(١) الدرر اللوامع فى أصل مقرأ الإمام نافع بشرح العلامة المارغنى ص ١٥٨ نظم الشيخ أبى الحسن سيدى على الرباطى المعروف بابن برى طبع بالمطبعة التونسية بسوق البلاط بتونس سنة ١٣٥٤ هـ ١٩٣٥ م.
(٢) الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع ص ١٧٥ طبع مكتبة السوادى للتوزيع بالمدينة المنورة الثالثة ١٤١١ هـ ١٩٩٠ م للشيخ عبد الفتاح عبد الغنى القاضى.
(٣) الدرر اللوامع بشرح العلامة المارغنى ص ١٦٠.