قلبي])) (١). وهذا من أعظم البراهين على تأثير القرآن في القلوب.
٢ - ذُكِر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه صلى بالجماعة صلاة الصبح، فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته، وفي رواية: أنه كان في صلاة العشاء، فيدل على تكريره منه، وفي رواية أنه بكى حتى سُمِعَ بكاؤه من وراء الصفوف (٢).
٣ - وذُكِر أنه قدم أُناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: ((هكذا كنَّا، ثم قست القلوب)) (٣).
٤ - وذُكِرَ عن أبي رجاء قال: رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك (٤) البالي من الدموع (٥).
والذي جعل النبي - ﷺ - يبكي من خشية الله تعالى، هو علمه بالله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وعظمته، وعلمه بما أخبر الله به من أمور الآخرة؛ ولهذا كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - ﷺ -: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً))، وفي لفظ: قال: قال أبو القاسم - ﷺ -:
_________
(١) متفق عليه: البخاري، كتاب التفسير، سورة الطور، بابٌ: حدثنا عبد الله بن يوسف، برقم ٤٨٥٤، وما بين المعقوفين من الطرف رقم ٤٠٢٣ من كتاب المغازي، وأخرجه مسلم، بنحوه، كتاب الصلاة باب القراءة في الصبح، برقم ٤٦٣.
(٢) ذكره النووي في التبيان في آداب حملة القرآن، ص٦٩.
(٣) أبو نعيم في حلية الأولياءـ، ١/ ٣٤، وذكره النووي في التبيان في آداب حملة القرآن، ص٦٩.
(٤) الشراك: هو السير الرقيق الذي يكون في النعل على ظهر القدم، [التبيان للنووي، ص١٦٨].
(٥) ذكره الإمام النووي التبيان في آداب حملة القرآن، ص٦٩.


الصفحة التالية
Icon