٤ - حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي - ﷺ - سمع رجلاً يقرأ من الليل فقال: ((يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا. آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا))، وفي لفظ: ((كان النبي - ﷺ - يستمع قراءة رجل في المسجد، فقال: ((رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنسيتها)) (١).
والصحابة - رضي الله عنهم - أتقنوا القرآن؛ لمراجعتهم له كثيراً، وقراءتهم له في الصلاة، وأكتفي بمثالين يدلان على عظيم عناية أصحاب النبي - ﷺ - بالقرآن على النحو الآتي:
المثال الأول: قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ((والله الذي لا إله غيره
ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أُنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أُنزلت، ولو أعلمُ أحداً أعلمَ منِّي بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه)) (٢).
المثال الثاني: تذاكر معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما، فقال معاذ: يا عبد الله (٣) كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوّقه تفوُّقاً (٤) قال: فكيف تقرأ
_________
(١) مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الأمر بتعاهد القرآن، برقم ٧٨٨.
(٢) البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب القُرَّاء من أصحاب النبي - ﷺ -، برقم ٥٠٠٢.
(٣) أبو موسى الأشعري: اسمه عبد الله بن قيس.
(٤) تفوقاً: أي ألازم قراءته: ليلاً ونهاراً، شيئاً بعد شيء، وحيناً بعد حين، مأخوذ من فواق الناقة: وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر ثم تحلب، هكذا دائماً. [انظر: فتح الباري لابن حجر، ٨/ ٦٢].


الصفحة التالية
Icon