فاجراً جريئاً يقرأ كتاب الله ولا يرعوي (١) إلى شيء منه))، وفي لفظ: ((... ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيَهم، ويقرَؤوا القرآن ثلاثة: مؤمن، ومنافق، وفاجر))، وفُسِّر: المنافق كافر به، والفاجر يتآكل به، والمؤمن يؤمن به (٢).
٥ - حديث عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه -، قال سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: ((اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه (٣)، ولا تجفوا عنه (٤)، ولا تأكلوا به (٥)،
ولا تستكثروا به (٦) (٧)).
٦ - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - في الثلاثة الذين أوّل من تُسعّر بهم النار وفيه: ((... ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم، ليُقال عالم، وقرأت القرآن ليُقال: هو قارئ فقد قيل، ثم أُمر به فسحب على
_________
(١) لا يرعوي: لا ينكف ولا ينزجر إلى شيء من ذلك. [انظر: النهاية].
(٢) أحمد، ١٧/ ٤٢١، برقم ١١٣١٩، ورقم ١١٣٤٠، ورقم ١١٣٧٤، و ١٨/ ١٠٧، برقم ١١٥٤٩، وحسنه محققو المسند في هذه المواضع كلها؛ لكثرة طرقه.
(٣) لا تغلوا فيه: من الغلو وهو التجاوز عن الحد.
(٤) ولا تجفوا عنه: ألا تبعدوا عن تلاوته، فلا إفراط ولا تفريط.
(٥) ولا تأكلوا به: أي بالقرآن.
(٦) ولا تستكثروا به: أي لا تستكثروا به المال.
(٧) أحمد في المسند، ٢٤/ ٢٨٨، برقم ١٥٥٢٩، قال محققو المسند: ((حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ورجاله ثقات))، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح، ٩/ ١٠١: ((وسنده قوي)).