٣ - قال ابن الجوزي في تفسيره: ((زاد المسير في علم التفسير)): في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ... ﴾ الآية:
((في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أن النبي - ﷺ - لما أمر بقتل الكلاب، قال الناس: يا رسول الله ماذا أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فنزلت هذه الآية (١).
والثاني: أن عدي بن حاتم، وزيد الخيل الذي سماه رسول الله - ﷺ -: زيد الخير قالا: ((يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة، فمنه ما ندرك ذكاته، ومنه ما لا ندرك ذكاته، وقد حرم الله الميتة، فماذا يحل لنا منها، فنزلت هذه الآية، قاله سعيد بن جبير)) (٢).
وكان السبب في أمر النبي - ﷺ - بقتل الكلاب هو ما رواه مسلم عن عبد الله بن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: ((أخبرتني ميمونة أن رسول الله - ﷺ - أصبح يوماً واجماً (٣)، فقالت ميمونة: يا رسول الله لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم، قال رسول الله - ﷺ -: ((إن جبريل كان واعدني أن يلقاني الليلة فلم يلقني أما والله ما أخلفني))، قال: فظل رسول الله - ﷺ - يومه ذلك على
_________
(١) رواه الحاكم في مستدركه، وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي، وفي سنده محمد بن إسحاق وقد عنعن، المستدرك، ٢/ ٣١١.
(٢) رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن عدي بن حاتم وزيد بن مهلهل الطائيين، وفي سنده ابن لهيعة، قال الحافظ في التقريب: ((صدوق خلط بعد احتراق كتبه))، وعطاء بن دينار الراوي عن سعيد بن جبير قيل لم يسمع منه.
(٣) الواجم هو الساكت الذي يظهر عليه الهم والكآبة.


الصفحة التالية
Icon