بأرض قوم من أهل الكتاب، وتأكلون في آنيتهم، فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها ثم كلوا فيها، أما ما ذكرت أنك بأرض صيد، فما صدت بقوسك فاذكر اسم الله وكل، وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله وكل، وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم فأدركت ذكاته فكله)) (١).
قال تعالى: ﴿وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ﴾، قال القرطبي: ((دليل على أنهم مخاطبون بتفاصيل شرعنا)) (٢).
وقال ابن كثير: ((أي ولكم أن تطعموهم من ذبائحكم، كما أكلتم من ذبائحهم، وهذا من باب المكافأة والمقابلة والمجازاة، كما ألبس النبي - ﷺ - ثوبه عبد الله بن أُبي بن سلول حين مات ودفنه فيه، قالوا: لأنه كان قد كسا العباس حين قدم من المدينة ثوبه، فجازاه النبي - ﷺ - ذلك، فأما الحديث الذي فيه: ((لا تصحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) (٣)، فمحمول على الندب والاستحباب، والله أعلم (٤).
_________
(١) البخاري، كتاب الذبائح والصيد، باب آنية المجوس والميتة، برقم ٥٤٩٦.
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ٦/ ٧٩.
(٣) رواه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، برقم ٤٨٣٤، والترمذي، كتاب الزهد عن رسول الله - ﷺ -، باب ما جاء في صحبة المؤمن، برقم ٢٣٩٥، ومسند أحمد، ٣/ ٣٨، برقم ١١٣٥٧، وحسّنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم ٢٥١٩.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ٢/ ٢٠.


الصفحة التالية
Icon