في ألفاظ القرآن
(١) من الألفاظ ما غيروا معناه لخطأ في الرأي مثل كلمة "الذكر" و "الحكمة" (١) قال بعض المحدثين: إن "الذكر" هو الحديث (٢)، وقال بعض الشيعة: إن "الذكر" هو النبي - ﷺ -. وأرادوا بذلك تأويل آية ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (٣) حسب رأيهم.
(٢) تبديل معاني الألفاظ العامة صعب جداً، وقد حُفِظ لسانُ العرب.

(١) انظر كلمة "الحكمة" في ص ١٧٢.
(٢) وانظر فاتحة نظام القرآن: ٣٢. وممن صرّح بذلك ابن حزم في الإحكام ومن كلامه: "فإن قال قائل: إنّما عنى تعالى بذلك القرآنَ وحده، فهو الذي ضمن تعالى حفظه، لا سائر الوحي الذي ليس قرآناً. قلنا له: هذه دعوة كاذبة مجردة من البرهان، وتخصيص للذكر بلا دليل... والذكر اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه - ﷺ - من قرآن أو من سنّة.. " (١: ١٣٥ - ١٣٦). وقد فُسّر "الذكر" في آية أخرى بالحديث. وهي قوله تعالى في سورة الأنبياء، الآية: ٢ ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾ انظر الخازن ٣: ٢٥٤.
(٣) سورة الحجر، الآية: ٩. ذكر الفراء بلفظ "يقال: إن الهاء في قوله ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ لمحمد - ﷺ - (معاني القرآن ٢: ٨٥). ونقله الطوسي في التبيان ٦: ٣٢٠.
وقد فسروا "الذكر" بالنبي في آية أخرى وهي ﴿قد أنزل الله إليكم ذكراً * رسولاً﴾ [سورة الطلاق، الآية: ١٠]. كما ذكر المؤلف في كتابه آصول التأويل: ٦٤ فقال: "وكذلك أخطأ الأشعريون والشيعة وبعض أهل الحديث في تأويل كلمة "الذكر" في قوله تعالى ﴿ذكراً * رسولاً﴾ وكذلك في معنى "الحكمة" لما أرادوا تعظيم الحديث".
وقال المؤلف في تعليقه على نسخته من الإبانة: ٤٢ "أخطأ فيما زعم أن الذكر من أسماء النبي".
وفسَّر بعضهم "الذكر" بالنبي في سورة الأنبياء، الآية: ٢. انظر الدامغاني: ١٨٠. وانظر الإتقان ٢: ١٥٣ - ١٥٤ ونزهة الأعين النواظر ١: ١٨٩.


الصفحة التالية
Icon