السلف إذا سئلوا أجابوا حسب السؤال والمراد المخصوص في موضع مسؤول عنه (١).
وهذا الظن فتح لهم نفَذاً إلى تبديل معنى "إلى" في قوله تعالى:
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ (٢).
فقالوا: إن "إلى" واحد الآلاء (٣). وليس في كلام العرب له مثال (٤).
(١) فهذا ابن زيد فَسَّر كلمة الآلاء بالنعم في قوله تعالى في سورة الأعراف: ٧١ ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ وفسَّرَها بالقدرة في سورة الرحمن كما سبق. انظر الطبري ٨: ٢١٧ و ٢٧: ١٢٤.
ومما يؤيد أن ابن عباس رضي الله عنهما لا يرى كلمة الآلاء مرادفة للنعم ما أخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله تعالى ﴿جَدُّ ربنا﴾ الجن: ٣، قال: "آلاؤُه وعظمتُه"، وأخرَج ابن المنذر عن أبي حاتم عنه، قال: "أمره وقدرته". انظر الدرّ المنثور ٦: ٢٧١.
(٢) سورة القيامة، الآيتان: ٢٢، ٢٣.
(٣) وينسب هذا القول إلى الصاحب بن عبّاد، وإنما أعجب به المعتزلةُ فِراراً من القول برؤية الله تعالى يوم القيامة. فقال المرتضى في أماليه ١: ٣٦:
"وهاهنا وجه غريب في الآية حكي عن بعض المتأخرين، لا يفتقر معتمده إلى العدول عن الظاهر أو إلى تقدير محذوف، ولا يحتاج إلى منازعتهم في أن "النظر" يحتمل الرؤية أو لا يحتملها، بل يصح الاعتماد عليه، سواء كان النظر المذكور في الآية هو الانتظار بالقلب أو الرؤية بالعين، وهو أن يحمل قوله تعالى ﴿إلى ربها ناظرةٌ﴾ على أنه أراد به نعمة ربها، لأن الآلاء: النعم" وانظر تفسير سورة القيامة للمؤلف: ١٦.
(٤) أي شاهد. قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ١: ٢١٧ "واحدها في قول بعضهم: "أَلًى"، تقديرها "قَفاً"، وفي قول بعضهم: "إلًى"، تقديرها "مِعًى". وعليهما اقتصر الجوهري. وقال الطبري ١٢: ٥٠٦ (شاكر): وقد حكي سماعاً من العرب: "إلْيٌ، مثل "حِسيٌ"، وذكر المرتضى أربع لغات، ورابعها: " ألْيٌ" مثل "رَمْي" والخامسة عند الصغاني في التكملة: "إلْوٌ" بكسر الهمزة كفِلْو -ولعل ضبطها في التاج بفتحها كدَلْو وهم- فهذه لغات خمس حكوها ولكن لم يأت أحد منهم بشاهد على قوله. وهناك لغتان أخريان نقلهما الزبيدي في التاج، وفيهما نظر.
ومما يؤيد أن ابن عباس رضي الله عنهما لا يرى كلمة الآلاء مرادفة للنعم ما أخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله تعالى ﴿جَدُّ ربنا﴾ الجن: ٣، قال: "آلاؤُه وعظمتُه"، وأخرَج ابن المنذر عن أبي حاتم عنه، قال: "أمره وقدرته". انظر الدرّ المنثور ٦: ٢٧١.
(٢) سورة القيامة، الآيتان: ٢٢، ٢٣.
(٣) وينسب هذا القول إلى الصاحب بن عبّاد، وإنما أعجب به المعتزلةُ فِراراً من القول برؤية الله تعالى يوم القيامة. فقال المرتضى في أماليه ١: ٣٦:
"وهاهنا وجه غريب في الآية حكي عن بعض المتأخرين، لا يفتقر معتمده إلى العدول عن الظاهر أو إلى تقدير محذوف، ولا يحتاج إلى منازعتهم في أن "النظر" يحتمل الرؤية أو لا يحتملها، بل يصح الاعتماد عليه، سواء كان النظر المذكور في الآية هو الانتظار بالقلب أو الرؤية بالعين، وهو أن يحمل قوله تعالى ﴿إلى ربها ناظرةٌ﴾ على أنه أراد به نعمة ربها، لأن الآلاء: النعم" وانظر تفسير سورة القيامة للمؤلف: ١٦.
(٤) أي شاهد. قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ١: ٢١٧ "واحدها في قول بعضهم: "أَلًى"، تقديرها "قَفاً"، وفي قول بعضهم: "إلًى"، تقديرها "مِعًى". وعليهما اقتصر الجوهري. وقال الطبري ١٢: ٥٠٦ (شاكر): وقد حكي سماعاً من العرب: "إلْيٌ، مثل "حِسيٌ"، وذكر المرتضى أربع لغات، ورابعها: " ألْيٌ" مثل "رَمْي" والخامسة عند الصغاني في التكملة: "إلْوٌ" بكسر الهمزة كفِلْو -ولعل ضبطها في التاج بفتحها كدَلْو وهم- فهذه لغات خمس حكوها ولكن لم يأت أحد منهم بشاهد على قوله. وهناك لغتان أخريان نقلهما الزبيدي في التاج، وفيهما نظر.