(٧) الإسلام
معناه ظاهر بيّن، وهو الطاعة والخضوع. ولكن القرآن رفع هذه الكلمة فخصَّها لطاعةِ الله (١)، مثلَ كلمةِ "الدين"، فإنه الطاعة في أصل اللغة، وقد استعملَه العربُ لِطاعَةِ الله. ثم لهذا المعنى وجوه، ونتائج، وتأريخ. والقرآن دَلَّ على كل ذلك. فنذكر ما يتعلق بهذه الكلمة من وجوهها:

= النصيّ: نبت معروف ما دام رطباً، دخّل: نبت قد دخل بعضه في بعض من التفافه. الجميم من النبات: الذي طال بعض الطول ولم يتمّ.
١١ - وقال البُريق الهذَلي من قصيدة رواها الأصمعي لعامر بن سدوس (أشعار الهذليين: ٧٥٠، ٨٢٨).
نَشقُّ التلاعَ الحُوَّ لم تُرعَ قبلَنا لَنا الصارخُ الحُثحوثُ والنعَم الدَّثْرُ
الصارخ الحثحوث: المغيث السريع إلى من دعاه. الدثر: الكثير.
١٢ - وقال الراجز (البيان ٣: ٥٣):
هذا وُرودُ بُزَّلٍ وسُدُسِ
يُغلِي بها كلُّ مُسيمٍ مُرغِسِ
رُدَّتْ من الغورِ وأكناف الرَّسي
مِن عُشُبٍ أحوَى وحَمْضٍ مُورسِ
سُدُس: واحدتها سَديس: الذي أتت عليه السادسة. مُرغِس: الذي ينعم إبله. الحمض: كل نبات لا يهيج في الربيع ويبقى على القيظ وفيه ملوحة، إذا أكلته الإبل شربت عليه، وإذا لم تجده رقّتْ وضعفت. قاله الليث. مورس: أصفر.
١٣ - وقال آخر يصف إبلاً ملأها شحمةً عشبُ أرضٍ نبتَ بنوء الأسد:
طَرمَحَ أقطارَها أحوى لوالدةٍ صحماءَ والفحلُ للضرغام ينتسبُ
اللسان (طرمح) طرمَحَ: رَفعَ. صحماء: سوداء، يعني السحابة.
١٤ - وقال آخر (المقاييس واللسان - دخل):
تباشيرُ أحوى دُخَّلٍ وجميمِ
(١) في الأصل: "لطاعته" وصوابه من المطبوعة.


الصفحة التالية
Icon