يشابهها، وما يضادها، فيحيط العلم بدلالة الألفاظ المفردة".
ولم يكن من قصده أن يؤلف كتاباً شاملاً لألفاظ القرآن الكريم. فقد صرح في خطبة الكتاب بأنه لا يورد منها في هذا الكتاب "إلا ما يقتضي بياناً وإيضاحاً، إما لبناء فهم الكلام أو نظمه عليه فإنّ الخطأ ربما يقع في نفس معنى الكلمة فيبعد عن التأويل الصحيح، أو في بعض وجوهه فيغلق باب معرفة النظم. وأما عامة الكلمات فلم نتعرض لها وكتب اللغة والأدب كافلة به".
ومن مقاصد هذا الكتاب كما قال في تذكرة كتبها على الورقة الأولى من المسودة أيضاً "الفرق بين معاني الألفاظ عند نزول القرآن وبين ما صارت بعد ذلك، مثلاً "الوحي" لم يكن مختصاً بما أنزل الله على الأنبياء". وفي تذكرة أخرى بعنوان "للمفردات" قال: "نستقصي ألفاظاً تغيرت معانيها بعد الإسلام، ونبين معانيها التي نزل بها القرآن مثل الصلاة والتسبيح والركوع والآلاء والقرآن، والكتاب، والفرقان، إما بالذهول عن المعاني القديمة أو بالغلبة أو التبادر، كالطوفان فإنه الريح الدوارة الشديدة -كما نرى في آيات موسى عليه السلام- والمتبادر الآن منه فوران الماء، وليس هذا معناه في القديم من اللغة العربية" (١).
والجدير بالذكر أن هذا المقصد الجليل هو الذي رمى إليه الأستاذ محمد حسين هيكل الذي اقترح على مجمع اللغة العربية بالقاهرة إعداد معجم ألفاظ القرآن الكريم، فقد ذكر في تصديره لكتاب (معجم غريب القرآن مستخرجاً من صحيح البخاري) للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي:
"فالفكرة التي قصدت أنا إليها، يوم اقترحت وضع هذا المعجم هي أن يقف من يدرس القرآن على معاني ألفاظه عند العرب حين أوحاه الله إلى رسوله - ﷺ - فكثيراً ما تتغير قيم الألفاظ وإن لم تتغير معانيها تغيراً أساسياً، ونحن