استعمله العرب لطاعة الله. ثم لهذا المعنى البين وجوه ونتائج وتاريخ. والقرآن دل على كل ذلك، فنذكر ما يتعلق بهذه الكلمة من وجوهها ". وكذلك ذكر بعض جهات الزكاة وجهات الصدقة. ومن ذلك أيضاً البحث في العلاقة بين الصبر والشكر.
وموضوع الجهات هذا ليس موضوعاً لغوياً بحتاً. ولكنه في غاية الأهمية في تفسير "المصطلحات القرآنية" والكشف عن جوانب من حكمة القرآن وأسرار الدين.
٢ - أما كلام العرب القديم فقد نوه المؤلف بأهميته ودراسته وممارسته وتذوقه لتبين دلالة الكلمة ووجوهها وأحوالها التي كانت عليها إبان نزول القرآن الكريم. وقال في ذلك: "فمن لم يمارس كلام العرب، واقتصر على كتب اللغة ربما لم يهتد لفهم بعض المعاني من كتاب الله" (١).
ولم يذهب عليه أن جزءاً من الشعر الجاهلي منحول، ولكنه يرى أن هذا المنحول لا يخفى على النقاد، ثم أكد أنه لا يصح الاعتماد في تفسير الألفاظ القرآنية إلا على ما ثبت منه. وقال في ذلك: "من كلام العرب القديم الذي وصل إلينا ما هو منحول، وما هو شاذ، ولكن لا يصعب التمييز بين المنحول والصحيح على الماهر الناقد، فينبغي لنا أن لا نأخذ معنى القرآن إلا مما ثبت" (٢).
وقد دارس المؤلف كلام العرب مدارسة دقيقة، وقيد على طرر الدواوين التي نظر فيها إشاراته وتعليقاته. وبتدبره الطويل المتصل في القرآن الكريم، واستقرائه وممارسته لكلام العرب، وبما وهبه الله من ذكاء وقاد، وبصر نفاذ، وذوق أدبي عالٍ، قد توصل في تحقيق بعض المفردات القرآنية إلى نتائج مهمة تختلف عما جاء في كتب اللغة والتفسير.
(١) فاتحة نظام القرآن: ١٢.
(٢) المرجع السابق.


الصفحة التالية
Icon