أنشد ابن عطية هنا:
[وكَائِنْ تَرَى مِنْ صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ | زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ في التَّكَلُّمِ*] |
لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده | فلم يبق إلا صورة اللحم والدم |
[وكائنْ بالأباطحِ من صديقٍ | يرانى لو أصبتُ هو المصابا*] |
قوله تعالى: (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا).
قال ابن عرفة: هذا ترتيب حسن؛ لأن الوهن أشدها وعليه الضعف، وعليه الاستكانة، فنفى أولا الأبلغ، ثم نفى ما دونه، ثم نفى ما دونه؛ لأن نفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم، وفي الآية الحذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وما ضعفوا لما أصابهم.
قال ابن عرفة: والضمير في (وَهَنُوا) إما على لفظ الربيين دون معناه، مثل عندي درهم ونصفه؛ لأن من قل لَا يوصف بعدم الوهن، وإما عائد على أن الربيون لفظا، ومعنى، ويكون المراد أنهم ماتوا على حالة التجلد والشدة من غير خوف في نفوسهم ولا ضعف في قلوبهم بوجه.