الثاني: (لا يقتل أحدكم نفسه لتقبل توبته) فقد كان من عقائدهم أن التائب لا تقبل توبته إلا إذا قتل نفسه ومثل هذا يقال في:
تقتلون: (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ) " ٨٥/البقرة " وقد استعمل " تقتلون" بمعني تذهبون الأرواح في: (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) " ٨٧/البقرة " أما " اقتلوا أنفسكم " في قوله تعالي: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ) " ٦٦/النساء" فمعناه أن يقتل بعضهم بعضا، أو أن يقتل كل منهم نفسه. وأما هذا التركيب في قوله تعالي: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ) " ٥٤/البقرة " فقد قيل في تفسيره ليقتل المجرم التائب منكم نفسه لتقبل توبته، أو ليقتل البرئ منكم المجرم ليرضي الله عنكم.
وقتل في قوله تعالي: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) " ١٠/الذاريات" فالغرض منه الدعاء عليهم بالبعد من رحمة الله، واستنكار ضمني لعملهم، وهو خرصهم وعدم تحريهم الصواب في أحكامهم وآرائهم. واللفظ بهذا المعني في (١٩/ ٢٠/المدثر /١٧/عبس /٤/البروج " ويراد بالقتل معناه الحقيقي في: