ومن الدوران فى معنى المادة يقال لكل ما يدونر بالأشياء ويغشيها من الماء والمطر المغرق طُوفان: وهون مصدر كالرُّجحان والنقُّصان، ويشبه طلام الليل بالماء فى ذلك، بل أشمل إحاطة فيقول قائلهم: عم طوفان الظلام.
وكل ما كان كثيراً محيطا، مطيفاً بالجماعة كلها، من ماء وغيره، كالقتل الذريع، والموت الجارف. فهو طوفان.
وقد يفسر بهذا العموم فى آيه: ﴿فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (١٤/ العنكبوت)
والطائفة: ترجع إلى معنى الإطافة، كأنها تطيف بالواحد، فكل جماعة يمكن أن تحف بشئ فهى طائفة.
ويتوسعون فى ذلك فيقولون: أخذت طائفة من الشئ أى بعضه، لأن الطائفة من الناس كالفرقة والقطعة منهم.
ولا تكاد العرب تحد الطائفة بعدد معلوم، بل تقولها على الواحد، أما الفقهاء والمفسرون فلهم فى ذلك أقول متعددة، من الواحد إلى الثلاثة إلى مادون الألف.
فَطَاف: ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ (١٩/ القلم)
طاف على تلك اللجنة من جهة الله سبحانه نار أحرقتها حتى صارت سوداء.


الصفحة التالية
Icon