وإذا قلت: حضرت مع علي فالأصل أن يكون مبد زمن الحضور واحدا. وقد يختلف ذلك كما في قولك: أسلم عمر مع أبي بكر، فإن إسلام أبي بكر سابق.
وقد تفيد انتظام ما قبلهما في سلك ما بعدها، وقد يكون الداعي إلي ذلك في حديث الفضائل والمكرمات هضم النفس وأنها لا تتطاول إلي إحراز الماقب، وإنما هو أن تكون في صحبة الكمل تقول: اللهم توفني مع المسلمين.
وتأتي للمصاحبة في المعاني تقول: مع فلان علم غزير، ومع المسلمين كتاب قيم، ويعبر عنها بأنها بمعني عند.
وتأتي الدلالة علي قرب صحبة شئ لآخر ودنو اقترانهما وذلك ضرب من المبالغة تقول: إن مع الاجتهاد النجح.
ويقال: الله مع العبد لا يخفي عليه شئ من أمره، أي يطلع عليه ويعلم أمره.
ويقال: الله مع عبده الصالح أي ينصره ويعينه ويؤيده وهذا من باب التوسع في الكلام.
مع: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) " ٤٣/البقرة " المراد بالركوع مع الراكعين صلاة الجماعة أو المراد: كونوا في عداد الراكعين.


الصفحة التالية
Icon