وأكثر مات ورد المكر في الكتاب العزيز في مكر الكفار بالرسل وهو القدح في دعوتهم وتدبير المعوقات عن الاستجابة لهم، وإيراد الشبة في دلائلهم ومن ذلك محاولة الفتك بهم.
ومما جاء فيه المكر مكر إخوة يوسف عليه السلام به بإلقائه في الجب، ومكر النسوة بامرأة العزيز إذا اغتبنها بمراودة فتاها ليفتضح أمرها، ومن هذا مكر اليهود بالميح.
ومن المكر صرف الشئ عن وجهه المستقيم، يقال: مكر في الحق وفي آيات الله ودلائله، فذلك صرفها عن وجهها والتكذيب بها، وكأن ذلك إيذاء للحق وإساءة إليه.
وقد يسند المكار إلي الله سبحانه فيراد به إيقاع السوء بالعيد من حيث لا يشعر. ومن ذلك أن يمهله ولا يعاجله بالعقاب.
وأن يمكنه من أغراض الدنيا فيتمادي في طغيانه، وأكثر ما يرد ذلك في مقام ذكر مكر العباد فيأتي مجازاة مكرهم.
مكر: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) " ٥٤/آل عمران "
مكرتموه: (إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا) "
١٢٣/الأعراف ".
هذا في زعم فرعون أن السحرة مكروا به وتوطئوا مع موسي عليه السلام.