عم: ﴿كُنْتُ تُرَابًا (٤٠)﴾ [النبأ: ٤٠] بغير ألف، وفي القلم: ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦)﴾ [القلم: ٦] بياءين، وفي آل عمران: ﴿أَفَإِنْ مَاتَ (١٤٤)﴾ [آل عمران: ١٤٤] بالياء، وفي الأنبياء [٣٤]: ﴿أفإن مات﴾ بغير ياء، واختلف فيه، وفي يس [١٩]: ﴿أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾ بغير ياء، وفي التوبة [٣٨]: ﴿اثَّاقَلْتُمْ﴾ ونحوه بالألف، وفي البقرة: ﴿فَادَّارَأْتُمْ﴾ [البقرة: ٧٢] ليس بين الدال والراء ولا بين الراء والتاء ألف في جميع المصاحف.
وكتب في الحاقة لبيان الحركة: (كتَابِيَهْ، حِسَابِيَهْ، مَالِيَهْ، سُلْطَانِيَهْ)، وفي القارعة: (ما هيه) بإثبات الهاء، واختلف في قوله تعالى: (لَمْ يَتَسَنَّهْ) و (فَبِهُدَيهُمُ اقْتَدِه) أن الهاء فيهما لبيان الحركة أو لغير ذلك.
وكتب في سورة النساء: ﴿فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ﴾ [النساء: ٧٨]، وفي الكهف: ﴿مَالِ هَذَا الْكِتَابِ﴾ [الكهف: ٤٩]، وفي الفرقان: ﴿مَالِ هَذَا الرَّسُولِ﴾ [الفرقان: ٧]، وفي المعارج: ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [المعارج: ٣٦] كتبت هذه الأربعةُ الأحرفِ اللامُ مع (ما) مقطوعة مما بعدها؛ وسنذكر كلَّ شيء من ذلك في محله عند تفسيره -إن شاء الله تعالى-.
واعلم أن هجاءاتِ المصاحفِ واختلافَ كتابتِها أكثرُ من أن يؤتى عليها كلِّها، وفيما ذكرتُه كفاية، وإنما كتبتْ هذه الحروفُ بعضُها على خلافِ بعض، وهي في الأصلِ واحدة؛ لأن الكتابةَ بالوجهينِ فيها كانت جائزةً عندهم، فكتبوا بعضَها على وجه، وبعضَها على وجهٍ آخرَ، إرادةَ الجمع بين الوجهين الجائزينِ فيها في الكتاب عندهم، على أنهم كتبوا أكثرها على الأصل، فالواجبُ على القرَّاءِ والعلماءِ والكتَّابِ والأدباءِ: أن يعرفوا هذا الرسْم في خط المصحف، وَيتَّبعوه، ولا يُجاوزوه؛ فإنه رسمُ زيدِ بنِ ثابتٍ -رضي الله عنه-، وكان أمينَ رسولِ الله - ﷺ -، وكاتبَ وحيِهِ، وعلمَ من هذا


الصفحة التالية
Icon