﴿الرِّيحَ﴾ من مهابِّها قَبولًا ودَبورًا، وجَنوبًا وشَمالًا، وحارةً وباردةً، وعاصفةً ولَيِّنَةً، وعَقيمًا ولاقِحًا، وغير ذلك. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (الرِّيحِ) بغير ألف على التوحيد. والباقون: بالألف على الجمع (١). والريحُ أعظمُ جندِ الله تعالى، وتذكَّرُ وتؤنَّثُ، وسُمِّيت ريحًا؛ لأنها تريح النفوس، والرياحُ ثمانية: أربعةٌ للرحمة، وهي: المبشِّراتُ، والناشِراتُ، والذارياتُ، والمرسَلاتُ، وأربعة للعذاب: وهي: العقيمُ، والصَّرْصَرُ في البَرِّ، والعاصِفُ والقاصِفُ في البحر.
﴿وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ﴾ أي: المقيمِ المذَلَّلِ للرياح، سُمِّيَ سَحابًا؛ لأنه يُسْحَبُ؛ أي: يسيرُ في سرعة كأنه ينسحبُ؛ أي: يُجَرُّ.
﴿بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ تقلِّبه في الجوِّ كيفَ شاءتْ بمشيئة الله تعالى، فيمطِرُ (٢).
﴿لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ ينظرونَ بعقولهم، فيعلمون أنَّ لهذه الأشياء خالِقًا وصانِعًا، فيوحِّدونه، فبعدَ ثُبوتِ الألوهيةِ عَنَّفَ الكفارَ أَنْ عبدوا غيرَهُ، ووصفَ الأبرارَ فقال:

(١) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: ١١٨)، و "السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٧٣)، و "الحجة" لابن خالويه (ص: ٩١)، و"الكشف" لمكي (١/ ٢٧٠)، و"تفسير البغوي" (١/ ١٣٣)، و"الكشاف" للزمخشري (١/ ١٠٦)، و "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٢٣)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ١٣١).
(٢) في "ن": "فتمطر".


الصفحة التالية
Icon