الفتح إن شاء الله تعالى. قرأ أبو عمرٍو، وورشٌ عن نافع، وأبو جعفرٍ: (يومنون) حيث وقع بواو ساكنة بغير همز، والآخرون يهمزونه (١).
﴿بِالْغَيْبِ﴾ هو مصدر، وضع موضع الاسم، فقيل للغائب: غَيب، كما قيل للعادل: عَدل، والغيبُ ما كان مُغَيَّبًا عن العيون؛ المعنى: يؤمنون بما غَاب عنهم مما أخبر الله عنه.
﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ أي: يديمونها، ويحافظون عليها في مواقيتها بحدودها وأركانها وهيئاتها، والمراد بها الصلوات الخمس. والصلاة في اللغة: الدعاء. قرأ ورش عن نافع (الصَّلاَةَ) بتغليظ اللام حيث وقع (٢).
﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ أي: أعطيناهم، والرزقُ: اسم لكل ما يُنتفَع به، حتى الولدُ والعبدُ، وأصله في اللغة الحظُّ والنصيب. قرأ ابن كثيرٍ، وأبو جعفر، وقالونُ بخلافٍ عنه: (رزقناهمو) بواو بعد الميم.
﴿يُنْفِقُونَ﴾ يُخرجون عن أيديهم ما فيها في طاعة الله، وأصل الإنفاق: الإخراجُ عن اليد والملك، فهذه الآية في المؤمنين من مشركي العرب.

(١) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: ٨٤)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٣٠)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: ٧٠)، و"تفسير البغوي" (١/ ١٣، ١٥ - ١٦)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي: (ص: ١٢٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ١٨).
(٢) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٢٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ١٨).


الصفحة التالية
Icon