﴿إِنِّي أَعْلَمُ﴾ تقدم مذاهبُ (١) القراء في فتح الياء وإسكانها من (إنِّي) في الحرف المتقدم قريبًا.
﴿غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ما كان منها، وما يكون؛ لأنه قد قال لهم: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.
﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾ أي: تظهرون، يعني قولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا﴾.
﴿وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ تُسِرُّون، يعني قولهم: لن يخلقَ اللهُ ربُّنا خَلْقًا أكرمَ عليه منا.
...
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤)﴾.
[٣٤] ﴿وَإِذْ قُلْنَا﴾ مذهب العرب أن الرئيسَ يخبرُ عن نفسِه بضمير الجمع.
﴿لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ﴾ قرأ أبو جعفر: (لِلْمَلائِكَةُ) بضمِّ التاءِ حالةَ الوصلِ إتباعًا، ورُويَ عنهُ إشمامُ كسرتها الضمَّ، والوجهان صحيحان عنه، ووجهُ الإشمام أنه أشارَ إلى الضمِّ تنبيهًا على أن الهمزةَ المحذوفةَ التي هي همزةُ الوصلِ مضمومةٌ حالةَ الابتداءِ، ووجهُ الضمِّ أنهم استثقلوا الانتقالَ من الكسرةِ إلى الضمة إجراءً للكسرةِ اللازمةِ مجرى العارضة، وعللها أبو البقاءِ أنه نوى الوقفَ على التاء، فسكنها، ثم حَرَّكها بالضمِّ إتباعًا لضمةِ الجيم،