العراقيين (١) وغيرِهم: بإسكان الراء، والباقون: يشبعون الحركةَ (٢). نزلت في عثمانَ بنِ طلحةَ الحَجَبِيِّ من بني عبدِ الدار، وكان سادنَ (٣) الكعبة، فلما دخلَ النبيُّ - ﷺ - مكةَ يومَ الفتح، أغلقَ بابَ الكعبة، وأبى أن يدفعَ له المفتاحَ ليدخلَ فيها، وقال: لو علمتُ أنه رسولُ الله، لم أمنعْه، فمدَّ عليٌّ يدَه وأخذَه منه، وفتح، فدخلَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -، وصلَّى ركعتين، فلما خرجَ، سأله العباسُ أن يعطى المفتاحَ، ويجمعَ له السقايةَ والسدانةَ، فأمر اللهُ أَنْ يُرَدَّ إليه، فأمر عليًّا بأن يردَّ المفتاحَ إلى عثمانَ، ويعتذر إليه، فكان ذلكَ سببًا لإسلامه، فلما ماتَ، دفعه إلى أخيهِ شيبةَ، فالمفتاحُ والسدانةُ في أولادِهِم إلى يومِ القيامة (٤).
﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ أي: بالقسط.
﴿إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا﴾ أي: نعمَ الشيءُ الذي.
﴿يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ وتقدَّمَ اختلافُ القراء في (نِعِمَّا) في سورةِ البقرة عندَ تفسيرِ قوله تعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ [البقرة: ٢٧١].
﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾.
قال - ﷺ -: "إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ١٩٢)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٩١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ١٤١).
(٣) في "ت": "سادان".
(٤) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: ٨٧)، و"تفسير البغوي" (١/ ٥٥٠)، و"العجاب" لابن حجر (٢/ ٨٩٣).