﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤)﴾.
[١٣٤] ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾ اليسرِ والعسرِ، فأولُ ما ذَكَر من أخلاقِهم الموجبةِ للجنةِ ذكرَ السَّخاوَةَ، قال - ﷺ -: "السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بعيدٌ مِنَ اللهِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَلَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ عَالِمٍ بَخِيلٍ" (١).
﴿وَالْكَاظِمِينَ﴾ الحابسينَ.
﴿الْغَيْظَ﴾ عندَ امتلاءِ نفوسِهم بهِ.
﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ الَّذين يَظْلمونَهم.
﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥)﴾.
[١٣٥] ونزلَ فيمَنْ أذنبَ ذنبًا وطلبَ التوبةَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً﴾ يعني قبيحةً خارجةً عَمَّا أَذِنَ اللهُ فيه.

(١) رواه الترمذي (١٩٦١)، كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في السخاء، وقال: غريب، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٣/ ٤٠٣)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.


الصفحة التالية
Icon