﴿وَلَا تَحْزَنُوا﴾ على ما أصابَكُمْ من قَتْلٍ وجَرْحٍ بأُحد، وكان قد قُتل يومئذٍ من المهاجرين خمسةٌ، منهم: حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلِب، ومُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، وسبعونَ رجلًا من الأنصار ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ شأنًا في الآخِرَةِ بدخولِ الجنة، وفي الدنيا بأن تكونَ الغَلَبَةُ لكم.
﴿إِنْ﴾ يعني: إذ.
﴿كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ أي: لأنكم مؤمنون.
﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠)﴾.
[١٤٠] ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ﴾ أي: جُرْحٌ يومَ أحدٍ.
﴿فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ﴾ أي: الكافرين ببدرٍ.
﴿قَرْحٌ مِثْلُهُ﴾ فقتلَ المسلمون من المشركينَ ببدرٍ سبعين، وأَسَروا سبعين، وقتلَ المشركونَ من المسلمينَ بأُحد خمسًا وسبعين، وجرحوا سبعين. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وأبو بكرٍ، وخلفٌ: (قُرْحٌ) بضمِّ القاف حيثُ وقعَ، والباقون: بالفتح، وهما لغتان معناهما واحد (١).

(١) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: ١٧٤)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: ٢١٦)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: ١١٤)، و"الكشف" لمكي (١/ ٣٥٦)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: ١٨٢)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٤٢٤)، و"التيسير" للداني (ص: ٩٠)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٤٢)، =


الصفحة التالية
Icon