﴿مِنْ بَحِيرَةٍ﴾ كانَ في الجاهليةِ إذا ولدَتِ الناقةُ خمسةَ أَبْطُنٍ، بَحَرُوا أُذُنَها؛ أي: شَقُّوها، وترُكَتْ، فلا تُركبُ، ولا تُحلبُ.
﴿وَلَا سَائِبَةٍ﴾ البعيرِ يُسَيَّبُ بِنَذْرٍ يكونُ على الرجلِ، فيكونُ بمنزلةِ البَحيرةِ.
﴿وَلَا وَصِيلَةٍ﴾ الشاةُ إذا ولدَتْ ذكرًا، كانَ لآلهتِهم، وإن ولدَتْ أنثى، فهي لهم، فإن ولدَتْ ذكرًا وأنثى، قالوا: وَصَلَتْ أَخاها، فلم تُذْبح للآلهة.
﴿وَلَا حَامٍ﴾ هو من رُكِبَ ولدُ ولدِه منَ البعيرِ، يقال: حَمَى ظهرَهُ، فلا يُركبُ. فمعنى الآية: الردُّ والإِنكار لما ابتدعَهُ أهلُ الجاهلية. رُوِيَ عن قنبلٍ، ويعقوبَ: الوقفُ بالياءِ على (حَامِي) (١).
﴿وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بتحريمِهم ما حَرَّموا.
﴿يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ بنسبةِ ذلكَ إليهِ.
﴿وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ الحلالَ من الحرامِ، لكنَّهم يقلِّدونَ كبارَهم.
...
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٠٤)﴾.
[١٠٤] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ﴾ في تحليلِ الحرثِ والأنعامِ، وبيانِ الشرائعِ والأحكامِ.