محمودًا، ودل الاسمُ الثاني وهو أحمدُ على كونه أحمدُ الحامدين لربِّه، وأن الحمدَ الذي يستحقه أفضلُ مما يستحقه غيره، وقد أكرمه الله سبحانه بهذين الاسمين المشتقين من اسمه جل وعلا، وفيه يقول حسانُ بنُ ثابتٍ رضي الله عنه:
ألمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ عَبْدَهُ | بِبُرْهَانِهِ واللهُ أَعْلَى وَأَمْجَدُ |
وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ | فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ |
﴿إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ﴾ أي: مضت.
﴿مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ لأن الرسول يموت كما مات الرسل قبله.
﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ﴾ أي: رجعتم.
﴿عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ كافرين؟! إنكارٌ لارتدادهم وانقلابِهم على أعقابهم عن الدين؛ لخلوه بموتٍ أو قتلٍ بعد علمِهم بخلوِّ الرسلِ قبلَه وبقاءِ دينهم