وجميعُ الحرةِ عورةٌ إلا وجهَها وكَفَّيْها، والصحيحُ عنهُ أن قَدَميها عورةٌ خارجَ الصلاةِ لا في الصلاةِ، وقالَ مالكٌ: عورةُ الرجلِ فَرْجاه وفَخِذاهُ، والأَمَةُ مثلُه، وكذا المدبَّرَةُ والمعتقَةُ إلى أَجَلٍ، والحرَّةُ كلُّها عورةٌ إلا وجهَها ويديها، ويُستحبُّ عندَه لأمِّ الولدِ أن تَستر من جسدِها ما يجبُ على الحرةِ سترُه، والمكاتَبَةُ مثلُها. وقال الشافعيُّ وأحمدُ: عورةُ الرجلِ ما بينَ السُّرةِ والركبةِ، وليستِ الركبةُ من العورةِ، وكذا الأمَةُ، والمكاتبةُ وأمُّ الولدِ والمدبَّرَةُ والمعتَقُ بعضُها، والحرَّةُ كلُّها عورة سوى الوجهِ والكفَّين عندَ الشافعيِّ، وعندَ أحمدَ سوى الوجهِ فقط على الصحيح، وأما سُرَّةُ الرجلِ، فليستْ من العورةِ بالاتفاق.
﴿وَرِيشًا﴾ لباسَ زينةٍ تتجمَّلُون بها، فهي للأناسي كالريشِ للطائرِ، المعنى: أنزلَ لكم لباسينَ: أحدُهما لسترِ عوراتِكم، والآخرُ لجمالكم.
﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى﴾ هو خشيةُ الله والتورُّعُ، وقيلَ: هو ما يُلْبَس من الدروع ويُتقى به.
﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابن عامرٍ، والكسائيُّ: (وَلبَاسَ) بنصبِ السين عطفًا على قوله: ﴿لِبَاسًا﴾، وقرأ الباقونَ: بالرفع على الابتداء، وخبرُه (خير)، وجعلوا (ذَلِكَ) صِلَةً في الكلام (١).
﴿ذَلِكَ﴾ أي: إنزالُ اللباسِ.
﴿مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾ الدالَّةِ على فضلِه ورحمتِه.
﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ فيعرفونَ نعمتَه.