المخصوصون بكمال الفلاح، قال - ﷺ -: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا، فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ" (١).
﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٥)﴾.
[١٠٥] ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا﴾ همُ اليهودُ والنصارى.
﴿مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ ذُكِّر هُنا أرادَ الجمعَ.
﴿وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ وعيدٌ للذين تفرَّقوا، وتهديدٌ على التشبيه بهم.
﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦)﴾.
[١٠٦] ﴿يَوْمَ﴾ نصبٌ على الظرف؛ أي: في يومٍ.
﴿تَبْيَضُّ وُجُوهٌ﴾ أي: وجوهُ المؤمنين يومَ القيامةِ سرورًا ونورًا.
﴿وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ أي: وجوهُ الكافرين خِزْيًا ودُحورًا.
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾ فيقالُ لهم توبيخًا:
﴿أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ يومَ أَخْذِ الميثاقِ حينَ قالَ لهم ربُّهم: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: ١٧٢].
﴿فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ باللهِ.

(١) رواه مسلم (٤٩)، كتاب: الإيمان، باب: بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.


الصفحة التالية
Icon