﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ أي: يملك عليه قلبَه فيصرفه كيف شاءُ ﴿وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ فيجازيكم بأعمالكم.
* * *
﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٥)﴾.
[٢٥] ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً﴾ عذابًا.
﴿لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ يعني: لا تَختصُّ الظالمين، بل تعمُّ، قيل: نزلتْ في عليٍّ وعمارٍ وطلحةَ والزبيرِ، والفتنةُ يومَ الجمل، رُوي أن الزبيرَ بنَ العوامِ قال يومَ الجمل: "ما علمتُ أنا أُرِدْنا بهذهِ الآية إِلَّا اليومَ، وما كنتُ أظنُّها إِلَّا فيمن خوطبَ بها ذلكَ الوقت"، قال - ﷺ -: "إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِفِعْلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِروهُ فَلَا يُنْكِرُونَهُ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِك، عَذَّبَ اللهُ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ".
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ وعيدٌ.
* * *
﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦)﴾.
[٢٦] ﴿وَاذْكُرُوا﴾ يا معشرَ المهاجرين.
﴿إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ أرضِ مكةَ قبلَ الهجرةِ.


الصفحة التالية
Icon