﴿وَمَا نَقَمُوا﴾ أنكروا وعابوا على المؤمنينَ.
﴿إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ وذلكَ أنَّ أهلَ المدينةِ كانوا قبلَ قدومِ النبيِّ - ﷺ - في ضَنْكٍ من العيش، فلما قدم النبيُّ - ﷺ - استغْنَوا بالغنائمِ، وقيلَ للحسينِ بنِ الفضلِ: هل تجدُ في القرآنِ قولَ الناسِ احذَرْ شَرَّ مَنْ أحسنتَ إليه؟ فقال: نعم، قولهُ تعالى في قصةِ المنافقينَ في التوبة: ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (١).
﴿فَإِنْ يَتُوبُوا﴾ من كفرِهم ﴿يَكُ خَيْرًا لَهُمْ﴾ من نفاقِهم وهو الذي حمل الجلاسَ على التوبةِ، فقُتِلَ مولى له، فأمرَ له النبيُّ - ﷺ - بديتِهِ اثني عشرَ ألفَ درهمٍ، فاستغنى.
﴿وَإِنْ يَتَوَلَّوْا﴾ يُعْرِضوا عن الإيمان.
﴿يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا﴾ بالخزيِ ﴿وَالْآخِرَةِ﴾ بالنارِ.
﴿وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ فينجيهم من العذابِ.
* * *
﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥)﴾.
[٧٥] ﴿وَمِنْهُمْ﴾ يعني: المنافقين.
﴿مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ﴾ ولنؤدَينَّ حقَّ اللهِ منه.
﴿وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ نعملُ بعملِ أهلِ الصلاحِ فيه، نزلَتْ في ثعلبةَ بنِ حاطبٍ الأنصاريِّ، أتى النبيَّ - ﷺ - وقالَ: ادعُ اللهَ أن يَرْزقني مالًا،

(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٨/ ٢٠٨).


الصفحة التالية
Icon