﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠)﴾.
[٥٠] ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا﴾ ليلًا ﴿أَوْ نَهَارًا﴾ حينَ اشتغالِكم بطلبِ معاشِكم.
﴿مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ﴾ استفهامٌ معناهُ التهويلُ (١)؛ أي: ما أعظمَ ما تستعجلونَ بهِ! وستندمون على الاستعجالِ وتعرفونَ خطأَهُ.
...
﴿أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١)﴾.
[٥١] ﴿أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ﴾ يعني: إن أتاكُم عذابُه ﴿آمَنْتُمْ بِهِ﴾ أي: باللهِ حينَ لا ينفعُكم الإيمانُ ﴿آلْآنَ﴾ تؤمنون؟ استفهامُ توبيخٍ.
﴿وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ استهزاءً. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ: (آلاَنَ) بفتحِ اللامِ من غيرِ همزٍ، والباقونَ: بإسكانِ اللامِ وهمزةٍ بعدَها، وأجمعوا على مدِّ (آلان) لأنها همزةُ استفهامٍ دخلت على همزةِ الوصلِ لتفرِّقَ بينَ الاستفهامِ والخبرِ، وأجمعوا على عدمِ تحقيقِها لكونها همزةَ وصلٍ، وهمزةُ الوصلِ لا تثبتُ إلا ابتداءً، وأجمعوا على تليينها، واختلفوا في كيفيته، فقال كثيرٌ منهم: تبُدل ألفًا خالصةً، وقال آخرون: تسُهَّلَ بينَ بينَ، وكذا الحكمُ في (آلاَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ) وفي: (قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) (٢).

(١) "التهويل" ساقطة من "ن".
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٢٧)، و"التيسير" للداني (ص: ١٢٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (١/ ٣٥٧)، و"إتحاف فضلاء البشر" =


الصفحة التالية
Icon