﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ﴾ كنعانَ، وكان كافرًا ﴿وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ﴾ معتَزلٍ عن أبيه.
﴿يَابُنَيَّ﴾ قرأ عاصمٌ: (يَا بُنَيَّ) بفتح الياء، والباقون: بالكسرِ مشدَّدًا (١)، وقوله: (بُنَيَّ) مصغرًا ليكونَ أعطفَ له ﴿ارْكَبْ مَعَنَا﴾. قرأ أبو عمرٍو والكسائيُّ، ويعقوبُ: (ارْكَب معَنَا) بإدغامِ الباءِ في الميمِ؛ لقربِ المخرَجِ، واختلِفَ عن ابنِ كثيرٍ وعاصمٍ وقالونَ وخَلَّادٍ، وقرأ الباقون، وهم: ابنُ عامر، وأبو جعفرٍ، وخلفٌ لنفسِه (٢)، وعن حمزةَ، وورشٌ عن نافعٍ: بإظهارِ الباءِ على الأصل (٣)، تلخيصُه: اركبْ معنا تنجُ.
﴿وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ﴾ فتهلك.
...
﴿قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣)﴾.
[٤٣] ﴿قَالَ﴾ له ابنُه ﴿سَآوِي﴾ سألتجِئُ.
﴿إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ﴾ يمنعُني من الغرقِ.
﴿قَالَ﴾ له نوحٌ ﴿لَا عَاصِمَ﴾ لا مانعَ ﴿الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ من عذابِ الله.
(٢) في "ن": "بنفسه".
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٤١)، و"التيسير" للداني (ص: ٧٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٠٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١١٤).