واختلِفَ عن أبي عمرٍو، وابن ذكوانَ (١).
﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾ الضميرُ للواردِ وأصحابه؛ أي: أخفَوا أمرَ يوسفَ، وقالوا: دفعَه لنا أهلُ الماءِ لنبيعَه لهم بمصرَة لئلا يطالبَهم رُفْقَتُهم بالشركة فيه، ورُوي أنَّ إِخوةِ يوسفَ أخفَوا شأنَه؛ لأنه لما أخذَهُ المدلي، علم به يهودا؛ لأنه كان يأتيه بطعامه، فذهبَ وإخوتَه إلى السيارة، فقالوا: هذا عبدٌ لنا أَبَقَ، فاشتروهُ منا، ويوسفُ ساكتٌ لا يتكلَّمُ مخافةَ القتلِ.
﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ لم تخفَ عليه أسرارُهم.
...
﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠)﴾ [يوسف: ٢٠].
[٢٠] ﴿وَشَرَوْهُ﴾ السيارةُ من إخوته. قرأ ابنُ كثيرٍ: (وَشَرَوْهُو) بواو يصلُها بهاء الكناية في الوصلِ، وتقدَّمَ التنبيهُ عليه أولَ سورةِ البقرة (٢) ﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ ناقصٍ عنِ القيمةِ.
﴿دَرَاهِمَ﴾ لا دنانيرَ ﴿مَعْدُودَةٍ﴾ قليلةٍ؛ لأنهم كأنوا لا يَزِنُون إلا ما بلغَ أوقيةً، وهو أربعونَ درهمًا، ويَعُدُّون ما دونَها، وكانت الدراهمُ عشرينَ درهمًا، فاقتسَمَها إخوةُ يوسفَ درهمينِ درهميِن.
﴿وَكَانُوا﴾ إخوةُ يوسفَ ﴿فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ ليبعدَ عنهم.
...
(٢) عند تفسير الآية: (٢).