﴿قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦)﴾ [يوسف: ٢٦].
[٢٦] فلما عَرَّضَتْهُ للهلاكِ ﴿قَالَ﴾ يوسفُ دفعًا عن نفسِه، وتنزيهًا لعرضه: ﴿هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾ يعني: طلبَتْ مني الفاحشةَ، فأبيتُ وفررتُ.
﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾ كانَ طفلًا في المهد، وهو ابنُ خالها، أنطقَه اللهُ، وقد وردَ عن ابنِ عباسٍ عنِ النبي - ﷺ -: "تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ: ابْنُ مَاشِطَةِ فِرْعَوْنَ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَعِيسَى اَبْنُ مَرْيَمَ" (١)، وقيلَ: كان رجلًا حكيمًا ذا رأيٍ، وهو ابنُ عمِّها. قرأ أبو عمرٍو (وَشَهِد شاهِدٌ) بإدغامِ الدالِ في الشين (٢).
﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ لأنه إذا طلبَها، دفعتْهُ عن نفسِها، فشقَّتْ قميصَه مِنْ قُدَّام، أو يسرع ليدركَها فيعثرَ في ثوبِهِ فينشَقَّ.
...
﴿وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧)﴾ [يوسف: ٢٧].
[٢٧] ﴿وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ﴾ لأنها إذا تبعَتْه هي، تعلَّقَتْ

(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٠٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٢٧٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٦٣٦)، وغيرهم.
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٥٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١٦٣).


الصفحة التالية
Icon