[٧٦] ﴿فَبَدَأَ﴾ المفتشُ، وقيل: يوسفُ؛ لأنهم رُدُّوا إلى مصر ﴿بِأَوْعِيَتِهِمْ﴾ لإزالةِ التهمَةِ ﴿قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ بنيامينَ، فلم يجدْ شيئًا.
﴿ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا﴾ أي: السرقةَ ﴿مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ واختلافُ القراء في حكمِ الهمزتينِ من قوله: (وَعَاءِ أَخِيهِ) كاختلافِهم فيهما من (خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ) في سورة البقرة [الآية: ٢٣٥].
﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ أي: علَّمناهُ، وأوحينا إليه.
﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ﴾ أي: لم يكنْ له أخذُ أخيه ﴿فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ أي: حكمِ ملكِ مصرَ، وهو أن يغرمَ السارقُ مثلَيْ ما أَخَذَ، ويُضربَ، لا أن يُستعبَدَ، فأجرى اللهُ على ألسنةِ إخوتِه حكمَ دينهم؛ ليصحَّ أخذُه منهم.
﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ الاستثناءُ في هذه الآية حكايةُ حالٍ التقديرُ: إلا أن يشاءَ اللهُ ما وقعَ من هذهِ الحيلةِ.
﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ بالعلمِ والعملِ؛ كيوسف. قراءة العامةِ: (نَرْفَعُ) و (نَشَاءُ) بالنون فيهما، وأهلُ الكوفةِ ينونون (دَرَجَاتٍ)، وقرأ يعقوبُ: (يَرْفَعُ) و (يَشَاءُ) بالياء فيِهما (١).
﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ﴾ من الخلقِ.
﴿عَلِيمٌ﴾ واللهُ فوقَ كلِّ عالم، ولا يناسُبه أحدٌ في علمِه.
...

(١) انظر: "تفسير البغوي" (٢/ ٤٨٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٦٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١٨٤ - ١٨٥).


الصفحة التالية
Icon