﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (١٢)﴾.
[١٢] ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا﴾ من الصاعقةِ ﴿وَطَمَعًا﴾ في الغيثِ ﴿وَيُنْشِئُ السَّحَابَ﴾ الغيمَ المنسحبَ بالماء.
﴿الثِّقَالَ﴾ بالمطرِ، قال عليٌّ: "السَّحابُ غِرْبالُ الماءِ" (١).
...
﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (١٣)﴾.
[١٣] ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ﴾ والرعدُ اسمُ مَلَكٍ يسوقُ السحابَ، والصوتُ المسموعُ تسبيحُه، فإذا سَبَّحَ، لم يبقَ مَلَكٌ إلا رفعَ صوتَه بالتسبيحِ، فينزلُ القطرُ، وعن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ أنه كانَ إذا سمعَ صوتَ الرعدِ، تركَ الحديثَ، وقالَ: "سُبْحانَ من يُسَبِّحُ الرعدُ بحمدِه، والملائكةُ من خيفتَهِ، ويقولُ: إنَّ هذا الوعيدَ لأهلِ الأرضِ لشديدٌ" (٢).
﴿وَالْمَلَائِكَةُ﴾ أيضًا تسُبِّحُ ﴿مِنْ خِيفَتِهِ﴾ أي: خيفةِ الله تعالى.
﴿وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ﴾ جمعُ صاعقةٍ، وهي العذابُ المهلِكُ ينزلُ من البرقِ.
(٢) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٩٢)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧٢٣)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩٢١٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٣٦٢)، عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-.