قُطْرُبٌ، وأجازَها هو والفَرَّاءُ، وإمامُ اللغةِ والنحوِ والقراءةِ أبو عمرِو بنُ العلاء، وقالَ القاسمُ بنُ مَعْنٍ النَّحْوِيُّ: هي صوابٌ، ولا عبرةَ بقولِ الزمخشريِّ وغيرِه مِمَّنْ ضَعَّفَها أَوْ لَحَّنَها؛ فإنها قراءةٌ صحيحة اجتمعتْ فيها الأركانُ الثلاثةُ، وقرأ بها أيضًا يحيى بنُ وَثَّابٍ، وسليمانُ بنُ مهرانَ الأعمشُ، وحمرانُ بنُ أعين، وجماعةٌ من التابعينَ، وقياسُها في النحوِ صحيحٌ، وذلكَ أن الياءَ الأولى، وهي ياءُ الجمع، جَرَتْ مَجرى الصحيحِ لأجلِ الإدغامِ، فدخلتْ ساكنةً عليها ياءُ الإضافةِ، وحُرِّكت بالكسرِ على الأصلِ في اجتماعِ الساكنين، وهذه اللغةُ شائعةٌ ذائعةٌ باقيةٌ في أفواهِ الناس إلى اليومِ، يقولون: ما فِيِّ أفعلُ كذا، ويطلقونها في كلِّ ياءاتِ الإضافةِ المدغمِ فيها، فيقولون: ما عَلَيِّ منكَ، ولا إِلَيِّ أمرُك، وبعضُهم يبالغُ في كسرَتِها حتى تصيرَ ياءً، انتهى (١). وقال الشيطانُ:
﴿إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ﴾ أي: بإشراكِكم إيايَ في الدنيا معَ اللهِ في الطاعة؛ أي: تبرأْتُ منهُ واستنكرتُه. قرأ أبو عمرٍو، وأبو جعفرٍ: (أَشْرَكْتُمُوني) بإثباتِ الياءِ وَصْلًا، ويعقوبُ: بإثباتِها في الحالينِ، وحَذَفَها الباقون فيهما.
﴿إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ تتمةُ كلامِ الخبيثِ.
...
﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (٢٣)﴾.
[٢٣] ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ أي: